يمثل رجل الأعمال الشيخ صالح كامل، الذى رحل عن دنيانا مساء الإثنين، عن عمر يناهز 79 عاما، رحلة صعود وكفاح، استطاع من خلالها أن يصبح واحدا من أهم المستثمرين في العالم الإسلامي.
ولد صالح كامل عام 1941 بمكة المكرمة، لعائلة كانت تعمل بالطوافة، وكان والده مديرًا عامًّا لديوان مجلس الوزراء، فيما تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مكة المكرمة والطائف، والثانوي بجدة.
وحصل على بكالوريوس تجارة في جامعة الرياض في 1963، وانشأ وهو طالب مؤسسة صغيرة باسم دار ومكتب الكشاف السعودي، وبدأ حياته العملية في الطوافة مهنة عائلته، ثم التحق بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، حيث عمل بإدارة رعاية الشباب، وبعد فترة قصيرة انتقل للعمل في وزارة المالية.
وبعد عشر سنوات من العمل في وزارة المالية، ترك صالح كامل العمل الحكومي، واتجه إلى القطاع الخاص، حتى أصبح يمتلك ويدير ما يزيد على 12 مليار ريال موزعة على 300 شركة وبنك ومؤسسة في المملكة، وفي نحو 45 دولة حول العالم، حسبما ذكرت مواقع إخبارية سعودية.
أسس شركته الكبرى “دلة بركة القابضة” عام 1969 التي تملك استثمارات في عدة مجالات داخل السعودية وخارجها مثل مصر، وتشمل أعماله المجالات التجارية، السياحية، الصناعية، الزراعية، العقارية، الخدمات الصحية، وغيرها من أعمال المقاولات.
جاء اسمه ضمن قائمة الأثرياء العرب لعام 2017 حيث بلغت ثروته 2.6 مليار دولار، ليحتل المرتبة 936 على الصعيد العالمي، حسب موقع “فوربس “.
وكان يملك قناة “Art sport” التي باعها لاحقًا لشبكة قنوات الجزيرة بمبلغ 2 مليار و750 مليون دولار، لكنه ندم على بيعها لاحقا قائلاً: “ترك مجال الإعلام الرياضي كان غلطة، وخسرت فيه الكثير”.
وترأس مجلس إدارة المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، والغرفة التجارية الصناعية بجدة، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة، وعضو الهيئة الاستشارية لرئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية .
عشق الشيخ صالح مصر منذ صغره، حيث قام بإنشاء العديد من إمبراطوريته الاقتصادية على أرض مصر ، والتى كان من أهمها، مؤسسة “ART راديو وتليفزيون العرب”، بالإضافة إلى بنك بركة ، وشركة مصر الإسماعيلية للدواجن، كما ساهم فى تمويل من المشاريع الخيرية بقرى ومحافظات مصر.
ورغم من المناصب العديدة التي يشغلها الشيخ صالح، إلا أنه تفرغ لأعمال البنوك الإسلامية، وهي الأمنية التي طالما تحدث عنها في السنوات الأخيرة.
ودائمًا ما كان يفصح عن حلمه في تطبيق تجربة بنك الفقراء البنغالية على أوسع نطاق في المملكة السعودية والدول العربية.
كان الشيخ صالح يشغل العديد من المناصب في إمبراطوريته الاقتصادية: فهو رئيس مجلس إدارة مجموعة دلة البركة (جدة)، وبنك البركة (لبنان)، وشركة الإعلام العربية (السعودية)، راديو وتليفزيون العرب ART.
كما شغل مناصب أخرى كرئيس مجلس إدارة المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، ورئيس غرفة التجارة الإسلامية (السعودية)، كما شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للاستثمار الزراعي (البحرين)، وعضو مجلس إدارة شركة صاني لاند (قبرص).
وهو عضو مؤسس لبنك فيصل الإسلامي (السودان، و مصر)، والشركة السعودية لتجارة ونقل المواشي، الشركة الوطنية للشحن البحري، الشركة السعودية للنقل الجماعي.
يضاف إلى هذا أن الشيخ صالح عضو في عدد من الهيئات الاجتماعية والتعليمية في عدد من الدول العربية والأجنبية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة.
قام بتقديم عدد كبير من الأوراق والمحاضرات حول الاقتصاد الإسلامي والتمويل، والتنظيم ال مصر في، والتنمية، والفلسفة الاجتماعية.
لم تقتصر إسهاماته على ما قدم من أوراق وأبحاث، وإنما قام بإنشاء مراكز بحث منها مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ومركز صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر بالقاهرة، ومركز جدة للعلوم والتكنولوجيا.
كان نتاج هذا الجهد الواضح تكريم الشيخ صالح في العديد من المحافل، وحصوله على العديد من الجوائز الدولية، حيث حصل على جائزة رجل أعمال الخليج عام 1993، ورجل المصارف من بنك التنمية الإسلامي في عامي 1995 و1996.
وجاء ترتيبه السابع من بين أقوى 50 شخصية عربية في المنطقة والعالم من حيث التأثير في مسرح الأحداث عام 2006.