امتدت تأثيرات فيروس كورونا إلى “الترفيه” لتضرب عائدات السينما والمهرجانات الفنية حول العالم، وتمتد إلى مزادات البضائع النادرة، وسط توقعات بأن يسبب استمرار غلق دور العرض والمسارح عالمًيا حتى مايو المقبل بخسائر تصل إلى 17 مليار دولار.
وتسعى المسارح ودور العرض العالمية للحد من الخسائر بتخفيض عدد المقاعد والتذاكر التي يتم حجزها بكل حفلة إلى 50%، لتشجيع المشاهدين على البقاء على مسافة متر واحد على الأقل من بعضهم، كذلك أعلنوا عن قيامهم بتنظيف المسارح والأسطح وفقا لمتطلبات الحماية من كورونا وتقيمها بين الحفلة والأخرى.
جاءت السينما الصينية بعد إغلاق جميع دور العرض الصينية وتأجيل عروض الأفلام الصينية الكبرى التي كان من المقرر إطلاقها، وحاولت بعض الشركات الصينية الكبرى التعامل مع الموقف بنوع من المسئولية وتقديم الدعم حيث قررت الشركة الصينية المنتجة لفيلم «ضائع فى روسيا» أن تقوم بخطوة كبيرة من أجل السلامة العامة حيث قررت عرض الفيلم مجانا على الإنترنت.
وكان من المقرر للفيلم أن يعرض مع بداية السنة القمرية الصينية الجديدة ولكن تم طرحه مجانا متزامنا مع إغلاق ديزنى لاند الصينية بكل مجمعاتها الترفيهية والسينمائية. وقد كررت فكرة العرض المجانى الشركة المنتجة للفيلم صاحب الإنتاج الكبير “داخل الدراجون السمين”، بينما
قررت الشركة المنتجة لفيلم “مولان” ذا الإنتاج الضخم تأجيله.
بعد السينما الصينية جاءت خسائر هوليوود فالصين تعتبر من أكبر أسواق السينما الأمريكية وقد حرم فيروس كورونا مجموعة من أهم الأفلام الأمريكية مثل “الأرنب جوجو”، و”1917″ من العرض فى الصين وتم إلغاء عروض وجولات الممثلين التى كان من المقرر أن تنطلق خلال فبراير ومارس”.
وقررت الشركة المنتجة للجزء الجديد من فيلم جيمس بوند «لاوقت للموت» التأجيل حيث أعلنت تأخير عرض الفيلم وكذلك رحلة طاقم العمل وعلى رأسهم النجم الشهير دانيال كريج للصين حتى شهر إبريل القادم.
فى شمال إيطاليا أدى انتشار فيروس كورونا لتأجيل مهرجان الشرق الأقصى الأسيوي ليصبح من 26 يونيو حتى 4 يوليو بعد أن كان مقررا له من 24 إبريل حتى 2 مايو، أما مهرجان البحرين السينمائى الدولى والذى كان من المقرر له أن ينعقد فى الفترة من 4 إلى 8 مارس فتم تأجيله بسبب كورونا إلى أجل غير مسمى.
ولم يسلم مهرجان «كان» أشهر مهرجانات العالم على الإطلاق من شبح الفيروس حيث أصدر المهرجان العريق بيانا بعد اكتشاف حالة مصابة بالفيروس بالقرب من مقره بمدينة نيس بفرنسا وهوه الأمر الذى أكده عمدة المدينة.. وجاء فى البيان أن المهرجان سيتخذ كل الإجراءات من أجل حماية صحة كل من سيحضر المهرجان وأنه سيتعامل بمسئولية مع كل المستجدات وأنه سينسق مع كل السلطات المسئولة فى مدينة كان من أجل الصحة العامة ولم يشر المهرجان لفكرة التأجيل أو غيرها حيث مازال هناك أكثر من شهرين على المهرجان إذ من المقرر أن ينعقد فى الفترة من 12 حتى 23 مايو القادم.
ومع ظهور كورونا فى شمال إيطاليا وتحديدا فى فينيسيا توقفت الأنشطة الثقافية بما فيها السينمائية من عرض وتصوير وغيره فقد أعلنت شركة باراماونت بكتشرز يوم 26 فبراير توقف تصوير النسخة السابعة من سلسلة أفلام مهمة مستحيلة بطولة النجم توم كروز حيث كان مقررا تصوير 3 أسابيع فى فينيسيا وقال المتحدث باسم الشركة «اتخذنا هذا القرار خوفا على سلامة طاقم العمل».
وفى بيان وقعت عليه أكبر شركات الإنتاج السينمائى الأمريكية مثل سونى ووارنر برازرز ونيتفلكس وغيرهم بالإضافة لنقابات الممثلين قالوا إنهم يراقبون عن كثب التقارير الصادرة من الصحة العامة بخصوص فيروس كورونا وسيتخذون كل الإجراءات الوقائية للحد من المرض مشيرين إلى أن الأولوية لحماية الأفراد والسلامة العامة قبل الاستمرار فى تصوير أى عمل..فالصحة قبل السينما دائما.
وامتد تأثير كورنا إلى صناعة المزادات بعد إلغاء Baselworld ، أكبر معرض للساعات والمجوهرات فى العالم والذي كان مقررا عقده خلال الأسبوع الأول من شهر مايو، وتم تأجيل المعرض السنوى حتى يناير 2021، عقب أنباء تفيد بأن المجلس الفيدرالى السويسرى سيحظر التجمعات التى تضم أكثر من 1000 شخص، وقد جذب المعرض الذى استمر قرنًا حوالى 81000 زائر فى عام 2019.
ويمثل هذا الحدث فرصة لصانعى الساعات لإظهار أحدث ساعاتهم للصحفيين والمحررين والموزعين وهواة الجمع وتجار التجزئة من جميع أنحاء العالم، وخلال اليوم، يحاولون تصوير أكثر الساعات تميزًا فى العالم فى الصباح، ويجتمعون على العشاء فى المطاعم والفنادق التاريخية فى بازل بالليل، وبعد ذلك، يستقلون رحلاتهم عائدون إلى بلادهم.
وذكر تقرير جديد صادر عن شركة برنشتاين لإدارة الاستثمارات إن وباء فيروس كورونا قد يكلف السوق الفاخرة ما يصل إلى 43 مليار دولار من المبيعات، مضيفًا أن سوق الرفاهية معرض بشكل خاص للتأثر بتفشى فيروس كورونا لأنه يؤثر على عادات الإنفاق فى قاعدة العملاء الأكثر أهمية وهم الصينيون، حيث يقدر أن المستهلكين الصينيين يمثلون حوالى 35% من إجمالى المستهلكين فى السوق العالمية الفاخرة فى 2019 وحوالى 90% من النمو فى مبيعات السلع الفاخرة العالمية، مما يجعل الخبراء يتوقعون أن يكون عام 2020 كارثة للعديد من العلامات التجارية الفاخرة